ملكٌ على أبوابها ضلّيلُ
لا تبتئسْ هــــــذا الطّريق طويـــلُ
والسّائرون عليه ثَمَّ قليلُ
كـــــــنْ أنتَ مفتاح البداية وانتثرْ
قمحاً سنابلُ حلمه ستطولُ
اقصدْ بمشيكَ ســـــــــرْ بغير تردّدٍ بمشيكَ ســـــــــرْ بغير تردّدٍ
لا يثنيَنْكَ تخوّفٌ وخمولُ
يومـــــاً ستجلسُ.. حولك الأحفادُ-
تخبرُهم حكايةَ ما جنى قابيلُ
حتماً ستخبرهـــــم عـــــن النّمرود-
كيف يصولُ في ساحاتنا ويجولُ؟
عن لعنة السّــــارين فــــي أنفاسنا
عن طعنةٍ في الظهر حين تغيلُ
عــــن جوقة الحمقى تظنُّ دماءَنـا
جسراً إلى أوهامهم ستدولُ
عن هيئة الأمم التي اتّحـدتْ على
أشلائنا , والقاتلون مغولُ
ســــتقول كنّـــا عُــــزَّلاً إلاَّ مِــــــنَ-
الأحلام تنسجُها الغداةَ فصولُ اضبطْ جموح الوقت.. دَوِّنْ فكـرةً
في فهمها لا يُقبَلُ التأويلُ
"ســــــجّلْ برأس الصفحة الأولى" –
العروبةُ كذبةٌ ودماؤها بترولُ
سجّلْ بأنْ قــد صار يا ما صار في
هذي الرّبا إذ يُقذفُ البرميلُ
شُـــلّتْ يمين الكبريــــاء بموطـــنٍ
يُصليه ناراً خائنٌ وعميلُ
نادى إلى الأقصى الشريف وقاحةً
ورصاصُهُ في صدرنا مغلولُ
قــــد حـطَّ هولاكو بجيب قميصه
حتفاً , فليس لما استباح مثيلُ
ضاقتْ بكلِّ جهاتهـــا الدّنيـــا بنـا
ذرعاً فكيف إلى الخلاص سبيلُ؟
حتى البحارُ علــى رحابة صدرهـا
لم يحتملْنا موجُها المسدولُ
سرْ فــي طريقكَ سيّداً في نفسه
يكتبْ خلاصَكَ سيفُكَ المسلولُ
لوّنْ سمــاء الروح .. ترجمْ توقَها
للعتقِ .. ليس كمثلها سجّيلُ
منفايَ قافلة الغيـــــــاب يجرّهــا
نحو اليباب مع المساء جَهولُ
منفايَ منذ قفلتُ يحملني الحنينُ-
إلى الدّيار فؤاديَ المشغولُ
منفايَ أهلي الطّيّبون وقــد غدَوا
نهبَ النّفاق المرّ وهو يسيلُ
مردُوا عليه كــــأنّ فــــــي غُلوائِه
ريحاً على أكبادهم ستميلُ
مصلوبةٌ هذي العشائرُ في الدّجى
وشيوخُها للعابرين دليلُ
نحتــــــاج تيـــــهَ الأربعين لينتهي
جيلٌ، ويُولدَ للكرامة جيلُ
الحقُّ ناصيةُ الصّبــــــاح ستنتشي
في رسمه للثائرين سهولُ
سيُطلُّ مـــن هـــام الجبال سحابةً
للظّامئين فترتويه طلولُ
اكتبْ علــــى جدرانها: هــــذا الذي
قد قاله القرآنُ والإنجيلُ
انظرْ أمـامـك جــــاوزِ البحرَ الـــذي
في منتهاه ربيعُكَ المأمولُ
لك موعدٌ في الشّام فاختصرِ المدى
وأزحْ لثامَ الليل يا جبريلُ
ذا قاســـيونُ يشــمُّ ريحكَ عابقـــــاً
في جوّها، والياسمينُ ذَهولُ
يـــا أيُّهــــــا الحرُّ النّبيلُ ألا تــــرى؟
بردى يصفّقُ إذ رآك تصولُ
هــــــذا البشيرُ وذا قميصُكَ أخضرٌ