أحتاجك الآن
ما كنتَ معنىً علـى الأفهام يلتبسُ
بـل كنتَ أعمقَ ممّــا كنتُ ألتمسُ
إنّي أســـيرُكَ .. لا أبــدي معارضـةً
ولا امتعاضاً فماذا ينفع الحرسُ؟
هبني علـــى دربـــــك الممتدّ أغنيةً
للعابرين، وقلبي فيــــه منغــرسُ
أحتاجُكَ الآن .. ليلي دونمــا قبسٍ
ما لي غنىً عنكَ مهما غبْتَ يا قبسُ
إنّي مُلوّعُكَ الموجــوع ... كــم رئةٍ
أحتاجُهــا منك حتى يعبرَ النّفـسُ!
ما زال بي هوسُ الأحلام يــا أبتي
أهزّ جذعـي ويأبـى يسقط الهوسُ
علـى ذراعـك ألقــي حــزن قــافلتي
حتى تمــرَّ وهــذا النّجمُ لــي فرسُ
من قمح عينيكَ ألبستَ المدى حللاً
من سندسٍ واحتواني صبرُكَ الشّرسُ
كمِ احتملتَ جموح السيل في نزقي
فكنتَ مأربَــــهُ ....... تحنو فينحبسُ!
وكـم لحظْتُ دمـوعـاً منك فـائـــــرةً
أنّي نجحتُ، ووجــــداً منك ينبجسُ!
مـا كنتَ فظّـاً غليظ القلب يــا أبتي
بـل إنّ للطّيب معنىً فيــك ينعكـــسُ
مـا زال صوتـك عند الفجر يوقظني
يســـــري بأوردتــي نــوراً وينغمـــسُ
الله أكبرُ قـــــد أُشــرِبتُهــــا بدمــــي
طفلاً وها هيَ في الخمسين لي ونَسُ
وكلّما عــــدتُ نحو الأمــس ذاكــرةً
آنسـتُ روحي بها من دونهـــا الغلـسُ
أذوي لذكــرك ممسوســـاً بــــه فإذا
ما طاف بي طائفٌ هُدَّتْ بيَ الأسسُ
لي فيك بعضي الذي قد غاب رونقه
مذ غبْتَ واكتظَّ فيه القحطُ واليَبَسُ
لي فيكَ هذا الشراعُ التّاه في غبشٍ
لا شـــــطَّ يؤويـه وهـو الآن مُفتَرَسُ
لـي فيك يــــــا أبتي لحني وقافيتي
لي فيك هذا المدى.. لي فيك أندلسُ