نصف جريئة
لنِصفِ جَريئةٍ تَحلو الحَكايا
لتغفوَ كالأميرةِ في البَرايا
لماذا كُلَّما أنهيتُ حُزناً
لعينيك انجلتْ كُلُّ المِرايا ؟!
لماذا تهرُبُ الكلماتُ مِنّي
لقلبٍ تائهٍ وله مُنايا ؟!
لماذا كل شيء صار مني
يسافر دون أن يُلقي التحايا
لماذا أُطفئت نيران روحي
وبات سميرَ أُمسيتي أسايا
وتحملني الهواجس حيث شاءت
وقد ضلّت دروبَ هَناً خُطايا
يصول الموت في وطني حصاداً
وينثرُنا إلى ريح شظايا
فتبكينا الغيومُ السودُ حزناً
ويُلهِمُ جرحُنا في العزفِ نايا
مع التشريد قد وُئدت أمانٍ
وبؤسُ مخيّمٍ يروي حكايا
ملاجئُ وحلَها والحرَّ يشكو
كرامُ الناس ، تُرهقهم رزايا
كأنَّ الهمَّ ليس له سواهم
فصاروا رهنَ سطوته ضحايا
يحدّث عنهم التاريخ فخراً
فما لانوا بميدان المَنايا
بحبل الله معتصمينَ كانوا
وإن خُذلوا وخيباتٌ تتالت
وما زالوا وإن عَظُمت بَلايا
يرتِّلُ صبرُهم سُوَراً وآيا
فنصرُ الله يُشرق، وهو وعدٌ
سيُثمِرُ لا محالة بالعطايا
فيا وطني السلامُ عليك منّي
فُراتيٌّ تدفَّق في الحَنايا
وإنك في عيوني بحرُ نورٍ
وكلُّ جوارحي تصفو مَرايا
ونبضي ما حييتُ إليك يشدو
فمَن إلاكَ يَسلُبُني أنايا ؟!