عَرِّجْ على الشَّامِ مَشَّاءً على هَدَسِوارْبأْ بسَمْعِ الحَزانى عن صدى النّـفَسِ
تبكي الطُّلولُ على أطلالها حُرَقاًوالناسُ قد أُلجِموا من كثرةِ العَسَسِ
كَفُّ السَّحابِ تولّى عن سقايتهاوالأرضُ خَرْسٌ تُجاري الناسَ بالخَرَسِ
أينَ الشآمُ التي بالأمسِ ما بَرِحتتَضمُّ أصواتَ محزون ومُعتَرِسِ
واليومَ صارت مَشاعاً مثلَ أرملةٍيُفضي إليها غراماً كلُّ مُلتَمِسِ
يبني بها دونَ عَقدٍ بين عُزوتِهاويتركُ البابَ مفتوحاً لمُختَلِسِ
حتى أسالَ لُعابَ الأقربينَ لهاوكلُّ رأسٍ بهِ قَرنانِ من دَنَسِ
تَبارَتِ الرومُ تبغي نَيلَ صهوتِها ونامَ عن نصرها الإخوانُ في خَنَسِ و أوقدَ المُرجفونَ السُّودُ فِتنتَهموسوَّقوا الدِّينَ بينَ البعرِ والعَدَسِ
لم يرقبوا ذمَّةً فيها ولا نَسَباًفِعلَ الفرنجةِ إذ عاثوا بأندلسِ
وكلُّ داعٍ دعا يوماً لنُصرتهافقد تَخلّى وأنسى غيرَهُ ونَسِي
ما بينَ ثاكلةٍ أخْنَتْ ومعتَقلٍما عادَ في الشامِ للأجيالِ من قَبَسِ
إلّا دعاةً منَ الأحرارِ ليسَ لهموقتَ الحميَّةِ إلا القرعُ للجرسِ
أو صرخةً خرجت من شِدقِ داعيةٍتحنو عليه يَدُ الأحبارِ والقُسُسِ
أرضُ العروبةِ لم تَخضعْ لِمُغتصِبٍ ولا لِعادٍ ولا هانت لمُفترِسِ
فهل يطيبُ لِحُرٍّ غَرسُ نَبتَتِهِفي تُربةٍ غُصِبـتْ بالظُّلمِ والشَّرَسِ
لا يُزرعُ القمحُ إلّا في منابتِهِ وليسَ يُجنى طعامُ الناسِ من يَبَسِ
وللمنيَّةِ سهمٌ لا أمانَ لهُ فلا نجاةَ لمُغوارٍ ومًحترسِ
ومن تَهجَّدَ بالأعمالِ نافلةًفنُصرةُ الشامِ فرضٌ قامَ بالأُسُسِ
شاعر النيرب مجد ابوراس